هوايتها.. اصطياد الرجال من الانترنت!

عشرات البلاغات ضد المتهمة انتهت بالقبض عليها بالهرم!
تحقيق : محمد هاشم
'ربما تكون صادفتها في الطريق العام أو تحدثت معها.. ولكن احذر فهي في كل الأحوال امرأة خطيرة! نصابة ولكنها من نوع خاص.. كل ضحاياها من الرجال.. تقوم باصطيادهم من خلال غرف الدردشة علي الانترنت.. ليست لها طلبات إلا عريس يقدس الحياة الزوجية وبشرط ان يكون ميسور الحال.. وتهافت الرجال عليها.. الجميع يقدمون لها فروض الطاعة والولاء طمعا في نيل رضائها.. وهم نفس الرجال وعددهم 60 رجلا ذهبوا تباعا إلي عدة أقسام بالجيزة يقدمون بلاغا ضدها.. احدهم اتهمها بانها سرقت 50 ألف جنيه وآخر وضع فيها ثقته كزوجة أمينة علي اموال زوجها فترك لها مفتاح خزينة مصنعه دون ان يدري انه اعطي للقط مفتاح 'الكرار'!

ولأن ما بني علي خطأ فهو خطأ سقطت مروة في قبضة رجال المباحث.. لكن حكايتها كانت مثيرة مع الرجال!'.
في نوبتجية قسم شرطة الهرم وقف أحد الاشخاص للإبلاغ عن اختفاء زوجته في ظروف غامضة من منزل الزوجية وبعد مرور ثلاثة شهور فقط من الزواج!
وأمام المقدم علاء عابد رئيس المباحث قرر بأنه تعرف علي زوجته من خلال غرف 'الشات' علي الانترنت وأنه حينما شاهدها اعجب بها وطلب منها الزواج.. تقدم إلي اهلها فوافقوا.. فأنا أمتلك مصنعا صغيرا للملابس الجاهزة بمنطقة السادس من اكتوبر.. لم تكن تمر سوي شهور قليلة وحتي تم الزواج السعيد داخل شقتنا بمنطقة الاهرام.. كم كنت سعيدا ياحضرة الضابط بزوجتي الجميلة جدا.. والتي نالت اعجاب اسرتي بالكامل في أدبها واخلاقها.. قضينا شهر العسل باحدي المدن الساحلية.. وكانت سعادتي لاتوصف بزوجتي الجميلة 'مروة'.. مر شهر العسل بسرعة شديدة.. وعدنا إلي عش الزوجية السعيد نزلت إلي عملي.. وطلبت زوجتي مني أن تنزل معي إلي العمل كي تساعدني وبالفعل نزلت معي.. وتعرفت علي كل شيء داخل المصنع لكن لم يكن يمر سوي شهور قليلة فقط علي الزواج حتي فوجئت باختفاء زوجتي.. بحثت عنها في كل مكان، عند اهلها الذين اكدوا انهم لم يروها علي الاطلاق منذ الزواج.. انتظرت لمدة ثلاثة أيام متتالية أملا في عودة زوجتي.. ولكن لم تعد.. نزلت إلي عملي.. واكتشفت اختفاء مبلغ عشرين ألف جنيه من خزينتي الخاصة والتي كانت مفاتيحها فقط معي ومع زوجتي!.. لم أتردد في أن أتقدم ببلاغ إلي القسم.. هذه صورة زوجتي الهاربة؟!
اعطي الزوج صورة زوجته إلي ضابط المباحث وبدأت رحلة البحث عن الزوجة الهاربة؟!

النصابة!

بعد أن انتهي الزوج من بلاغه أمام رئيس المباحث لم يكن يمر سوي دقائق قليلة.. حتي فوجيء بشخص آخر يقف أمامه يبلغ عن سرقة مبلغ خمسين ألف جنيه من قبل سيدة تتشابه أوصافها مع أوصاف الزوجة الهاربة.. وأكد المبلغ بأن اللصة التي قامت بسرقته تمتلك مكتبا للتسويق العقاري بمنطقة السادس من
اكتوبر وأنها اعطت له عقدا بعد أن شاهد شقة تمليك ثمنها خمسين الف جنيه.. اعطاها المبلغ وطلب منها بعد أن حررت أيصال استلام المبلغ أن يكون الاستلام في أقرب فرصة!.. إلا أنه فوجيء بعد ذلك باختفائها تماما.. وأنها أغلقت المكتب واكتشف أن المكتب كان مؤجرا لمدة اسبوع واحد!
وهكذا بدأت البلاغات تتوالي بظهور سيدة جميلة الملامح تستأجر محلات بمناطق الجيزة المختلفة وتقوم بالنصب علي المواطنين.
حتي أن الرائد مصطفي محفوظ معاون مباحث الدقي فوجيء ذات يوم برجل آخر يدخل عليه قسم الدقي ويخبره بأن امرأة جميلة الملامح قد نصبت عليه وقامت بسرقة مكتب العقارات الذي يمتلكه..

المكاتب الوهمية!

البلاغات تعددت أمام ضباط مديرية أمن الجيزة.. اللواء عبدالجواد أحمد مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة كلف اللواء جاد جميل مدير المباحث الجنائية بسرعة البحث عما وراء هذه البلاغات.. والبحث عن هذه النصابة الخطيرة التي ارتكبت أكثر من خمسين جريمة نصب خلال شهر واحد فقط! خاصة وأن شكلها معروف لدي ضباط المباحث من الصورة التي اعطاها زوجها لرئيس مباحث الهرم وتم توزيعها علي الاقسام.
يتم تشكيل فريق بحث تحت اشراف العميد عادل الشاذلي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة ضم العقيد احمد عبدالحكيم مفتش المباحث والمقدم محمد مصطفي وكيل الفرقة.. وبدأ ضباط المباحث يجمعون التحريات خاصة أن المتهمة معها شخصان يساعدانها في كل شيء علي حد وصف المجني عليهم بأنهم معها طوال الوقت وفي كل الاتفاقات التي تتم بينهما وبين المجني عليهم..
يتحرك الرائد محمد الصغير والنقباء ايهاب رزق ومحمد راضي وايهاب رضا معاوني مباحث الهرم للبحث عن كل المكاتب المؤجرة حديثا والتي من الممكن أن تكون المتهمة تختبيء باحدها!
ولكن بلاغا آخر يتهم هذه النصابة يرويه شخص آخر أمام المقدم محمد حسين رئيس مباحث العمرانية بأنه أثناء سيره في الشارع وحده ليلا يستقل سيارته فوجيء بفتاة تستوقفه وتطلب منه أن يقوم بتوصيلها إلي منزلها فالوقت متأخر.. وافق الرجل ومازال الحديث علي لسانه أمام ضابط المباحث واستقلت معه السيارة حتي فوجيء بأنه أثناء سيره بأنه يفقد توازنه وبعدها لم يشعر بشيء إلا في الصباح داخل سيارته وقد فقد حافظة نقوده وهاتفه المحمول وساعة يده وكل ما هو بالسيارة.. وأدلي الشخص مرة أخري بنفس أوصاف النصابة الهاربة وأتضح أنها مروة الهاربة.

60 جريمة!

معلومة صغيرة توصل إليها ضباط المباحث بالهرم بأن مروة استأجرت مكتبا صغير بمنطقة نزلة السمان بالهرم للتسويق العقاري وأنها تنوي تركه خلال أيام قليلة..
تتحرك مأمورية سرية تحت اشراف المقدم محمد مصطفي وكيل مباحث فرقة الغرب تضم الرائد محمد الصغير معاون مباحث الهرم.. ويتم التوصل إلي النصابة التي ارتكبت ما يقرب من ستين جريمة نصب خلال شهر ونصف.. ويتم مواجهتها بالمجني عليهم من الرجال ويتعرفون عليها وتعترف بجرائمها كاملة ويأمر اللواء محمد ابراهيم مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بأحالتها وشريكيها إلي النيابة التي تأمر بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق. ويجدد قاضي المعارضات حبسهم 45 يوما علي ذمة التحقيق.

حلمي الكاذب!

داخل قسم شرطة الهرم..بالتحديد داخل مكتب المقدم علاء عابد التقت 'أخبار الحوادث' بمروة النصابة.. وقفت أمامنا تحاول أن تخفي دموعها أرادت أن تتحدث.. قالت.. قبل أن تحاسبوني أسمعوني.. أنا امرأة مدمرة.. حياتي مليئة بصنوف الوان العذاب من حقي أن أحلم.. وأن أعيش.

...................؟

ليس ذنبي أنني نشأت في أسرة متوسطة الحال.. بل معدومة الحال.. أبي عامل نظافة وأمي تعمل بالخدمة في البيوت.. تمردت عليهم.. حاولت أن أسير في طريق الثراء.. أحببت شابا.. ضحك عليَّ.. وجعلني أمرأة وهرب!
قررت الانتقام.. تعلمت الكمبيوتر والمحادثات عبر شبكة الانترنت.. تعرفت علي شباب كثيرين.. أخذت منهم أموال كثيرة حتي قررت الزواج من أول شاب تعرفت عليه عن طريق 'الشات' وقررت أن أنتقم منه بسرقته بعد أن تمتعت معه بأحلي أيام حياتي.. وهكذا كنت احترفت النصب علي الرجال!

...................؟

نعم كانت وسائلي عديدة في النصب علي الرجال.. مرة عن طريق مكاتب التسويق العقاري استأجر المكتب لمدة اسبوع وانصب علي الرجال وأترك المكان بعدها مباشرة.. ومرة أخري عن طريق تخدير الرجال بعد أن اركب معهم سيارتهم..

...................؟

لا استطيع أن أحصر ضحاياي.. فهم كثيرون جدا ولا تذكرهم علي وجه التحديد.

...................؟

أعمل منذ ثماني شهور فقط.. وحصيلتي تعدت مائتي الف جنيه من حصيلة أربع شهور فقط من العمل الجاد؟!
صدقني أنا لم أختر هذا الطريق.. ظروفي هي التي حددته.. ورغبتي في الثراء سريعا.. ولكني كنت مخطئا في تفكيري.. كنت أظن أن المباحث لن تتوصل إليَّ ولأختلاف مظهري واساليبي في النصب.. ولكن زوجي هو الذي كشفني بعد أن اعطاهم صورتي.. نعم أنا أخطأت ويجب أن اتحمل نتيجة أخطائي!
وتركتنا المتهمة لتغادر المكتب إلي محبسها في انتظار حكم المحكمة عليها.