الحب ما هوه

الحب .. ماهو؟


" فى البداية أود أن أنوه إلى أن كل ما بداخــل هذا المقـال هو من وجهة نظرى الخاصة وأن أحداً غير ملزم بأن يأخذ بها أو يتركها... "

أريد أن أقول أيضاً أن لو كُلل الحب بالزواج بين أى حبيبين فإن الحب بينهما لا يظل إن الحب تلك الكلمة التى تتكون من حرفين فقط هو أسمى شعور لدى الإنسان ، فبهذين الحرفين يشعر الإنسان وكأنه طائر فى الهواء وأن كل حرف منهم يمثل له جناح ، وأنا لا أقصد بهذه الكلمات عن الحب حب الرجل للمرأة أو حب المرأة للرجل بل أنا أتكلم عن الحب بشكل عام ، فأنا أن الحب ما هو إلا شجرة متعددة الأفرع كثيرة الأوراق يانعة الثمار ، فالحب يولد مع الإنسان ولا يموت بموته ، فالإنسان عندما يحب يظل حبه خالداً حتى بعد مماته ، فشجرة الحب داخل الإنسان تنمو وتكبر مع تقدم الإنسان فى العمر حتى تصل عند مرحلة معينة من العمر فتؤتى ثمارها ليقطف منه الإنسان المحب الصادق المخلص فى حبه فالحب غريزة داخل الإنسان لا يمكن التخلص منها بأى وسيلة أو طريقة ، فعندما يولد الإنسان يولد معه حبه لأبويه وقبلهما حب الخالق عز وجل فهو أسمى أنواع الحب ولا حب بعد هذا الحب وهذه حقيقة مؤكدة . ثم يأتى حبه لإخوته وحبه لأصحابه وحبه لأقاربه وحبه لنادِ معين وحبه للاعب أو فنان بعينه وحبه لمكان ما وحبه لأكلة ما ، فكل هذه أفرع من شجرة الحب وهناك أشكال عديدة للحب ولا أنسى حب الرجل للمرأة طبعاً الذى يعتقد البعض _ وأرى أنهم سيغيرون وجهة نظرهم عن الحب بعد قراءة هذا المقال _ إنه الشكل الوحيد والأوحد عن الحب . فعندما تتحدث مع إنسان عن الحب يجيبك بلهفة وسرعة إنه حب الرجل للمرأة أو حب المرأة للرجل وينسى أو يتناسى أنه يحب ربه ويحب والديه ويحب أشخاص وأشياء عديدة كلها تندرج تحت مسمى الحب . أريد أن أنوه إلى أن هناك شئ أعلى و أسمى من الحب فى المرتبة و هو العشق و الذى لابد و أن يكون لشخص واحد فقط وهو الله عز وجل . فالحب ليس منحصراً فى شكل واحد . وللحب أعراض تظهر على الإنسان متى كان حبه صادق و مخلص و حقيقى ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كثرة ذكر المحبوب والرغبة فى رؤيته كلما أمكن و التلهف على رؤيته ، والحزن فى بعده والفرح عند قربه ، والسرور لما يسعده والتأثر لما يغضبه.... إلخ.
هذه بعض الأعراض التى تظهر على الإنسان المحب ولا تقولوا لى إن هذه أعراض حب الرجل للمرأة أو العكس ، كلا بل هى أعراض الحب عامة ، فالإنسان المؤمن الذى يحب ربه لا يريد أن يغضبه بالمعاصى ويكثر من ذكره كثيراً وينفذ أوامره ونواهيه ، كذلك الوالدان اللذان يحبان أولادهما فإنهما لا يتخيلون فراق أحد منهم ويحزنون لحزنهم ويفرحون لفرحهم ، كذلك الذى يحب أصدقائه ، كذلك الذى يحب أكلة معينة فإنه يريد أن يتناولها بإستمرار . إ ذن فهذه أعراض الحب عامة وتصلح لكل أشكاله وفروعه .
ودعونى أخصص حديثى الباقى عن الحب الذى يعرفه الناس _ حب الرجل للمرأة والعكس_ فالبعض كما قلت يتخيل إنه كل الحب ، فعندما يحب رجل إمرأة أو عندما تحب إمرأة رجل فإنهما تظهر عليهما كل الأعراض السابقة للحب ولكن يثور تساؤل هنا ، نحن كنا قد ذكرنا أن الحب يولد مع الإنسان منذ ولادته ويجزأ ويتفرع ويتشعب فعندما يفتح الإنسان عيناه يجد أمامه والداه واخوته وعندما يكبر قليلاً يجد أصحابه وأصدقائه ، ولكن السؤال هو إذا كان حب الرجل للمرأة له فرع داخل الإنسان أمر محسوب ، كيف هذا والإنسان لا يعرف من سيحب _ سواء رجل كان ام إمرأة _ إلا بعد مضى فترة ليست بالقليلة من عمره ؟ اجيب على هذا التساؤل ببساطه ، الحب موجود داخل الإنسان بطبيعة الحال ، ولكنه قد لا يظهره لأنه لا يجد من يستحق هذا الحب خاصة وأن كل إنسان يرى أن حبه شئ غالى وثمين ولا يعطيه لأى أحد بل لمن يستحق فقط بدليل أن كثيراً من الناس الذين يصدمون فيمن يحبونهم يرغبون فى عدم تكرار هذه التجربة مرة أخرى خشية ان يحدث ما سبق مرة أخرى . فعندما يجد الإنسان من يستحق حبه يعطيه له و يخلص فيه فتكون المشاعر جياشة والعاطفة ملتهبة فيكون الحب العفيف الشريف الذى ننشده . ولكن هل يختلف حب الرجل للمرأة عن حب المرأة للرجل ؟ الإجابة نعم ، فالرجل يحب بعينيه والمرأة تحب بأذنها ، بمعنى أن الرجل عندما يرى إمرأة جميلة فيعجب بها وربما يتطور هذا الإعجاب الى حب حتى دون أن يعرف اسمها على الأقل أو حتى يكلمها فلمجرد إنها جميلة ممكن أن يعجب بها ، والأمر يختلف تماماً بالنسبة للمرأة التى لا تحب بعينها مثل الرجل ولكنها تحب بأذنها حيث إنها تحب أن تسمع من الرجل كل ما يرضيها ، كل ما يجعلها تشعر إنها الوحيدة فى هذه الدنيا من نساء ، تريد أن تسمع أسمى معانِ الحب والغزلِ وهذا يرجع بالطبع الى طبيعة المرأة العاطفية ، ولا يهمها إذا كان الرجل وسيم أو غير وسيم ، فمن وجهة نظرى الشخصية أن وسامة الرجل فى جمال عقله ، فكلما كان الرجل حكيماً وعقلانياً كلما كان أكثر وسامة وجاذبية ، وليس معنى هذا أن يهمل الرجل فى مظهره ولا يحاول الإعتناء به كلا فأنا لا اقصد هذا بكل تأكيد بل على العكس ولكن الرجل بطبيعته التى خلقه الله بها يميل الى عدم الإهتمام بوسامة وجهه على عكس ما تفعل المرأة دائماً .
كما هو بمعنى أن الرجل والمرأة عندما يحبان بعضهما يكونان متحرران بمعنى أنه يحبها لجمالها ، لأخلاقها ، لأدبها وغيرها من الصفات الحسنة ، وهى تحبه لرجولته ، لشخصيته ، لشهامته وغيرها أيضاً من الصفات الحسنة ، ولكن عندما يُكلل هذا الحب بالزواج فعندئذ يزيد على هذه الصفات دافع أخر يجبر الرجل على حب المرأة حتى لو لم تكن فيها هذه الصفات من قبل أو كانت فيها وتلاشت بعد الزواج ، وهو أن هذه المرأة هى زوجته أم أطفاله التى تحمل أسمه وتصون عرضه وشرفه وتلبى إحتياجاته ، وهى كذلك يزيد على حبها له أنه زوجها أبو أطفالها الذى ينفق عليها والذى يحميها.. إلخ . ولعل البعض يرى أن الزواج هو نهاية كل حب ولكنى أرى أن الزواج هو المكمل لكل حب نظراً لما أسردناه فى سالف القول وتدور الدائرة من جديد فيتكون حب الأب للإبن والزوجة والعائلة وهكذا ، إذن فالحب ما هو إلا دائرة يدور حولها الإنسان أو يدور بداخلها ولا يستطيع الخروج عنها...... .
أرجو أن أكون قد أضفت شيئاً عن الحب أو عن مفهوم الحب الذى أتمنى أن يتغير لدى الكثير من الشباب والشابات...... .